في عصر ثورة الاتصالات ووسائل الإعلام، أصبح الكلام كثيراً جداً، مسموعاً ومكتوباً، بل مرئياً. مستهلَكاً
ومستهلِكاً لما بقي من فكرِنا وحضارتنا
فهل بقيت لدينا فرصة للشعور بلذة البحث عن المعرفة في كل هذه البحور من الكلام؟
وهل ما زال الكتاب قادراً على أن يكون خير جليس؟
وهل يستحق كتاب جيد أن نبحث عنه؟
وكم دأب أعداؤنا على القول إننا شعوب لا تقرأ. فلو أردنا أن نثبت العكس، أو نتحول إلى العكس، ماذا نقرأ؟
راودتنا كل تلك الأسئلة. وللإجابة عليها كانت مدارك
لأننا مؤمنون أن الكتاب، رغم أنه قد بدأ بخلع ثوبه التقليدي كورق وحبر، ورغم أنه أصبح بالإمكان
نقل مكتبة هائلة في ذاكرة إلكترونية قد لا تراها العين المجرّدة، يبقى اسمه كتاباً، ونريده أن
يبقى كذلك، ونطمح أن نرتقي به ونتطوّر معه، فنجعل منه رقماً متحركاً متصاعداً
مع آخر التقنيات، حاملاً الفكر والعلم والمعرفة والسلوى في شكل صوتٍ أو صورة، مطارِداً للقارئ
لا منتظراً له